بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
أسرة فقيد الأمة؛ أبناؤه وبناته وجميع أقاربه
مكتب سماحة الإمام القرضاوي بالدوحة ـ قطر
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأستاذ الدكتور حبيب سالم سقاف الجفري وأمينه العام الأستاذ الدكتور علي القره داغي.
تلامذة الإمام القرضاوي ومحبيه
لقد تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة فقيه العصر وفقيد الأمة الإمام يوسف القرضاوي، ولا يسعنا إلا أن نقول “إنا لله و إنا إليه راجعون” امتثالا لأمر ربنا في مثل هذه الظروف، كما يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155، 156].
لقد وقف الإمام حياته لنشر العلم بكل الوسائل، ولإحياء دين الله تعالى بكل ما أوتي من قوة، وللوقوف في وجه كل الموجات الطاغية المهاجمة على عقيدة الإسلام ونظامه من الحلول المادية المستوردة، وأحيا فقه التدين وقدم الإسلام كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم دينا عظيما يقدم الحلول لكل ما تواجهه البشرية من المستجدات والنوازل، كما وقف في وجه موجة التشكيك في دين الله عز وجل يدافع عنه في كل المجالات كتابة وخطابة، وشعرا ونثرا، كما وقف مع جميع القضايا العادلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم… ومن هنا فهو بحق مجدد هذا العصر، وهو أمة في رجل، وقد ترك فراغا يصعب أن يملأ.
وكان الإمام يكن حبا خاصا في قلبه للشعب الأفغاني بسبب التضحيات التي قدمه هذا الشعب في تاريخه الطويل لهذا الدين، وكان يتأسى ويتأثر بما يتعرض له هذا الشعب من النكبات والمصائب، فجزاه الله خيرا على ذلك.
و نحن في مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية بأفغانستان إذ نقدم عزاء لأسرة الإمام وأولاده، وللاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إدارة وأعضاء، وتلامذة الإمام ومحبيه في كل مكان ولجميع أبناء أمة الإسلام في هذا المصاب الجلل نسأل المولى عز وجل أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه، ويتقبله في الصالحين، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، و أن يكرم نزله، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ويحشره مع النبيّين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه وتلامذته ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، وأن يعوض الأمة الإسلامية فيه خيرا، إنه نعم المولى ونعم المجيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون