تم عقد مؤتمر في إسلام آباد من قبل «مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية-كابول»، و«مركز الدراسات السياسية-إسلامآباد».
استمر هذا المؤتمر ليومين (16و17 من سبتمبر/أيلول)، وبعنوان “أفغانستان وباكستان.. نحو علاقات ثنائية مثالية”، شارك فيه نيابة عن المركز الأفغاني الدكتور عبدالباقي أمين رئيس المركز، وحيدالله مصلح مساعد المركز، وفضل الهادي وزين عضو المجلس العلمي، والمهندس حامد درّاني وحكمت الله زلاند المسؤول التنفيذي في المركز. كما وشارك فيه أحمد شاكر سكرتير السفير الأفغاني في إسلامآباد.
وشارك من جانب “مركز الدراسات السياسية-إسلامآباد”، رستمشاه مهمند السفير الباكستاني السابق لدى كابول، وخالد الرحمن رئيس مركز الدراسات السياسية، وخالد إقبال، وسيد نذير، وأيّاز وزير السفير الباكستاني السابق لدى كابول، وعرفان شهزاد مسؤول التنسيق في مركز الدراسات السياسية، ود.أنورشاه أستاذ في “جامعة قائد أعظم”، و معراج الحميد.
قبل بدء المؤتمر تمت مناقشة تعاون مشترك بين وفد مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية ومركز الدراسات السياسية.
وفي بداية المؤتمر رحّب الدكتور عبدالباقي أمين وخالد الرحمن المشاركين إلى الجلسة، وتحدثا عن أهمية المؤتمر.
تمت في الحصة الأولى مناقشة العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان مع مستقبلها. تحدث فيها الدكتور فضل الهادي وزين قائلا إن هناك تحديات وفرص كثيرة بين البلدين، وأشار إلى أمور عدة اعتبر حلها من الضروري. ثم تحدث أياز وزير، السفير الباكستاني الأسبق في كابول، وناقش التحديات والفرص الموجودة في علاقات البلدين.
كان الجزء الثاني من المؤتمر مخصصا لبحث “موانع السلام في أفغانسان وحلها”، وتحدث فيه رستم شاه مهمند السفير الباكستاني السابق لدى كابول، ثم تحدث الدكتور عبدالباقي أمين حول عملية السلام الأفغانية، وقال إنه من الضروري أن تصبح عملية السلام عملية أفغانية، واعتبر عدم وجود جهة محايدة للوساطة تقبل بها جميع الجهات من أسباب فشل هذه العملية.
في الجزء الثالث، تمت مناقشة “وضع اللاجئين الأفغان في باكستان.. حالا ومستقبلا”، قدم فيه وحيدالله مصلح مساعد المركز مقالا، وقال يجب أن يتم النظر إلى هذا الملف كعلاقة طويلة بين المجتمع الأفغاني والباكستاني، وأن يتم بناء بيئة من أجل حل أزمة اللاجئين، وذلك ضمن خطة طويلة المدى لحل الأزمة يقبلها جميع اللاجئين.
الجزء الرابع من المؤتمر كان بعنوان “العلاقات الاقتصادية بين أفغانستان وباكستان.. موانع وفرص”، قدّم فيه من الجانب الأفغاني المهندس حامد درّاني عضو المجلس العلمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية، مقالا حول الموضوع ليقدم من الجانب الباكستاني د.أنور شاه أستاذ في “جامعة قائد أعظم”، مقالا آخر، وأكّدا معا على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وفي نهاية كل جزء من المؤتمر تمت مناقشة الموضوع بين المشاركين عبر طرح الآراء والأسئلة والأجوبة.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أنه على صناع القرار في الطرفين عدم تضييع الوقت، والبدء في محادثات شاملة، ورفع خطوات لبناء الثقة، كي يتم تمهيد الطريق لعلاقات ثنائية جيدة بين الطرفين من جهة، ومن جهة أخرى يتم سد الباب على وجه مؤامرات دولية وإقليمية تُحاك ضد هذين البلدين الشقيقَيْن، وتواجه تلك الجهود التي تُبذل من أجل إفشال أي محاولة حثيثة لإحلال الأمن والاستقرار الدائم في المنطقة.
وبشأن العلاقات الثنائية تم التأكيد على التالي:
- ينبغي بناء ثقة بين الطرفين، كما ينبغي رفع خطوات جادة واضحة واقعية من أجل ذلك،
- ينبغي بدء عملية تفاوض حقيقة واضحة بأهداف واضحة،
- ينبغي دراسة جميع المشاكل ودرجها،
- على الطرفين إحترام المصالح العليا للطرف الآخر، وبحثه على طاولة الحوار.
إضافة إلى ذلك، ينبغي نقد الدور السلبي لصناع القرار، والإعلام، والمثقفين في الطرفين، لأن ذلك ينشر الكراهية بين الشعب الباكستاني والشعب الأفغاني، ويصب في صالح القوات الأجنبية في المنطقة.
كما وأكّد المتحدثون من الطرفين، أن على المجتمع المدني ومراكز الدراسات لعب دور إيجابي في بناء علاقات ثنائية جيدة، لأن هذه الجهات تؤثر على صناع القرار، والمعنيين بالأمر، فعليها لعب دور في بناء ثقة مشتركة وتفاهم من أجل التعاون.
وكانت رسالة هذا المؤتمر الذي استمر لـ(16و17 من سبتمبر/أيلول)، في العاصمة الباكستانية إسلامآباد، أن الشراكة في العقيدة والتاريخ والثقافة واللغة والوقائع والفرص الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، كلها أرضية وطرق حل يمكن للطرفين، بأن يصلا عبرها إلى السلام وإلى صناعة مستقبل مشرق لهما.
النهاية