الفساد (الإرتشاء) الموجود فی مؤسسات أمن البلد ومستقبل غیر مؤکد بعدعام 2014!

تحدث التقریر الصادر مؤخرا عن منظمة الشفافیة الدولیة التی صدرت یوم الخمیس 14 فبرایر فی بریطانیا عن وجود الفساد فی مؤسسات الأمن الأفغانی و تعتبر نقل المهام الأمنیة فی أفغانستان من القوات الخارجیة إلی هذه القوات والمؤسسات الفاسدة الأفغانیة ملیئة بالتحدیات والمشاکل.
استنادا علی نتایج مسح هذه المنظمة یبلغ مستوی الفساد فی المؤسسات الأمنی الأفغانی ولاسیما فی وزارة الدفاع الوطنی إلی حد عال.
مارک بیمان رئیس منظمة الشفافیة الدولیة تحذر من إسناد مسئولیة شراء المعدات لوزارة الدفاع الوطنی إلیمسئولی الأفغان مستدلا بأنه یتسبب إلی انتشار الفساد الأکثر.
کما یستدل المسئولون فی هذه المنظمة أن تأجیر املاک المتعلقة بوزارة الدفاع و ورود العفش باسم الوزارة و کون بعض مسئولی الوزارة ساهما بالشرکات العاقدة هی بنفسها من الأسباب التی تؤدی إلی کثرة فشو الفساد فی حیطة هذه الوزارة.
یقول الکاتب والإعلامی السید/أحمدضیاء رحیمزی نائب الرئیس لقسم الإعلام بجمعیة الإصلاح الأفغانی حول هذه القضیة:
“ظاهرة الفساد (الإرتشاء) فی مکاتب الحکومیة الأفغانیة لیست موضوعا جدیدا ویمکن لنا أن نستدل لهذا بما نال أفغانستان الدرجة الأولی فی الفساد و لقبه بهذا منظمة الشفافیة الدولیة، اما الذی یجدر بالذکر أنه لماذا لم یلتفت أصدقاء الدولیة لأفغانستان إلی هذه القضیة خلال السنوات العشرة الماضیة فأکثر؟ ولماذا لم ینشروا أو لم یستطیعوا أن ینشروا مثل هذه القضیة فی أفغانستان مع أنهم کانوا یتصرفون فی کل صغیرة وکبیرة من شئون هذا البلد؟
کثفت التأکیدات فی آخر التقریر الصادر من منظمة الشفافیة البریطانیة بمشارکة المنظمة الشفافیة الأفغانیة علی وجود الفساد فی قضایا الشرائیة التی تتم لصالح جیش الوطنی الأفغانی وتظهر هذه القضیة علی الملأ قرینا بالزمن الذی یستلم الجیش الأفغانی مسئولیة تلک القضایا من القوات الخارجیة، ثم الذی یتعجب العاقل عنده هو أنه لما کانت هذه القوات الخارجیة هی الصاحب لإتخاذ القرارات حول قضایا الشرائیة وجمیع شئون الأخری فی دولة الأفغانیة طوال السنوات العاشرة وکان الفساد یتحکم علی جمیع الدوائر الحکومی والمحلات وکان الناس یشاهدون أشنع الصور من الفساد بأم أعینهم فی الساحات التی تتعلق بالقضایا الشرائیة وإعداد المعدات للقوات الخارجیة فی أفغانستان، لم یتطرق فی یوم من الأیام إلی هذا الموضوع أحد من البلدان المانحة ولا القوات الخارجیة الموجودة فی أفغانستان ولم یحسبوه کتحدی کبیر یعانی به أفغانستان، والآن لما یدنو عام 2014م یعنی موعد انسحاب القوی الخارجی من أفغانستان من جانب ومن جانب آخر تبدأ مرحلة الرابعة من مراحل الخمسة لنقل المهام الأمنی الأفغانی من القوی الخارجی إلی قوی الأمن الأفغانی التی لا تزال تعیش أیام عنفوان شبابها،تنشر التقاریر وتتحدث عن وجود الفساد فی الساحات المعنیة، ولایعقل أن یکون فی نشر هذه التقاریر علاج لمرض ولا التیام لجرح من الجروح التی أصیب بها شعب الأفغان.
ولاریب أنه لایخلو من الفساد جهة من الجهات فی بلد مثل أفغانستان الذی أعقب شعبه زمنا طویلا من الحروب والفقر والشقاوة وبدأوا دورا جدیدا فی حیاتهم وهم  فی ربیعها، ویرید الشعب أن یتذوقوا حیاة سعیدة تحت ظل السلم والأمن وجو التعایش مع استیدار جمیع شئون بلدهم بأنفسهم بعد ما تنسحب القوی الجارجی کاملا من أفغانستان، فلاشک أنه من الممکن أن تتلوث الجهات التی تماثل ظروفهم بما ذکرأعلاه ولکن فی مثل هذا المقطع الزمنی لا یتصور أن یکون مرمی نظر الجهة التی تصدر مثل هذه التقاریر إلا هدفا شائبا وغرضا مفتنا.
ولقد یعلم الشعب الأفغان وجمیع العالم أیضا أن القوات والمؤسسات الأمنیة الأفغانیة قد ضاعت عنها قوتها مادیا ومعنویا خلال حروب العقود الثلاثة الماضیة و الآن لما ترعرعت من جدید فی ظل النظام الرأسمالی الفاسد لم ترفع رأسها إلا فی جو فاسد حیث کانت تری أن شعبها یقتل وأن الأشخاص والجهات المانحة ومنظمات العاقدة التی تهیئ لها المعدات لا تخلو من الفساد والإرتشاء. حتی لو نغض الأبصار عن ما مضی ونری الیوم الذی نحن فیه نری أن وزارة الدفاع الوطنی قداشتکی مؤخرا أن الأسلحة الثقیلة والطائرات المروحیة التی تم شرائها من قبل أمیریکا لجیش الأفغان لا تشغل بکیفیة ممتازة ولا تعمل بنوعیة العمل اللازم ویحتمل أن یکون الفساد قد جری حین شراء هذه الأسلحة والمروحیات.
یعتقد المراقبین بأن الشفافیة لاتکاد تکون موجودة فی سیاق مشتریات السابقة التی قامت بها القوات الدولیة وقد تم توقیع عدید من العقود بحیث یمکن أن یباشر بالفساد فیها بکل سهولة.
وکما ذکرناه سابقا بأن بث مثل هذه التقاریر فی الزمن الذی حانت مرحلة الرابعة من مراحل نقل المهام الأمنیة إلی قوات الأفغانیة وقربت زمن مغادرة جیوش الأمیریکا وحلف الأطلس الشمالی (ناتو) من أفغانستان حسب اعلانهم لا تحمل نتیجة غیر نتیجة عدم ثقة الشعب علی قوات الأمنیة الأفغانیة ولا تحرض شیئا إلا الوسوسة الشرسة بین الناس وقد یکون نشر هذا الموضوع برمجة شاملة لتسویة الجو لما تحلمه الدول الغربیة فی أفغانستان فی زمن غیر قریب وعلی سبیل المثال نشیر إلی اتخاذ المعسکرات الدائمیة فی أفغانستان وإلا مما لایخفی علی الناس أنه لم یکن الفساد قد اتخذ مکانة قویة بهذه القوة التی اتخذ الآن فی أفغانستان مع تواجد قوات المدنیة والعسکریة لأکثر من ثلاثین دول العالم وهذا بنفسه دلیل واضح بأنه هناک أیاد نشطة تعمل لأغراض معینة وراء هذا الفساد الموجود فی أفغانستان.

 

الفساد (الإرتشاء) الموجود فی مؤسسات أمن البلد ومستقبل غیر مؤکد بعدعام 2014!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى