زار في الأسبوع الماضي الرئيس التنفيذي الأفغاني عبدالله عبدالله الصين بدعوة رسمية من رئيس الوزراء الصيني، واستمرت الزيارة لمدة ثلاثة أيام. وتزامنت مع زيارة راحيل شريف قائد أركان الجيش الباكستاني إلى الصين ومع عقد الجلسة الخامسة من المحادثات الرباعية حول عملية السلام الأفغانية في إسلام آباد.
وفي هذه الزيارة وقع الرئيس التنفيذي الأفغاني ست اتفاقيات في مجالات النقل والتجارة والاقتصاد، ومن أهم هذه الاتفاقيات اتفاقية طريق الحرير.
فماهو تأثير هذه الزيارة على العلاقات بين الطرفين؟ وماذا سيكون أثرها على استئناف عملية السلام الأفغانية؟ وهل سيكو البلد جزاء حقيقا من “طريق واحد وحلقة واحدة”؟
حكومة الوحدة الوطنية والعلاقات الأفغانية الصينية
بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، اقترب الطرفان أكثر من أي وقت آخر، لأن أشرف غني الرئيس الأفغاني بدأ زياراتها الرسمية بزيارة إلى الصين، وطلب دعم الصين في عملية السلام.
وفي 2015م، زادت وتيرة الزيارة بين الصين وأفغانستان وتضمنت زيارة وزراء صينيين، ومساعد الرئيس، ورئيس أركان الجيش الصيني. كما وجرت لقاءات بين المسؤولين الأفغان والصينيين على هوامش مؤتمرات دولية كثيرة. وشاركت الصين في مؤتمرات دولية عُقدت بشأن أفغانستان، مثل مؤتمر قلب آسيا وفي الجلسات الرباعية من أجل عملية السلام الأفغانية.
ومن الجانب الأفغاني قام عبدالله الرئيس التنفيذي وصلاح الدين رباني وزير الخارجية وحنيف أتمر مستشار الأمن الوطني بزيارات رسمية إلى الصين.
ففي السنة الماضية كانت العلاقات الثنائية نحو تحسن مستمر، وكانت من النوعية الفريدة التي لم تتدهور خلال عقد مضى.
كما وزاد التعاون بين الطرفين في المجال العسكري، وقام حنيف أتمر ونور الحق علومي (وزير الداخلية وقتها)، بزايارت إلى الصين، وتم توقيع أربع مذكرات تفاهم بين الطرفين، تنص إحداها بأن الصين تنصب بوابات أمنية على أربع بوابات كابول.
من جهة أخرى، قام رئيس أركان الجيش الصيني في 29 من فبرابر 2016م، بزيارة غير معلنة إلى أفغانستان، والتقى مع المسؤولين الأفغان. وفي هذه الزيارة تعهد بدعم أفغانستان بـ73 مليون دولار، واقترح مكافحة مشتركة للإرهاب بمشاركة باكستان وأفغانستان وطاجيكستان بالإضافة إلى الصين، وصرح أن الصين سوف تعقد مؤتمر دوليا لمنافشة مقترح الرئيس الأفغاني بشأن مكافحة الإرهاب. وجائت زيارة رئيس أركان الجيش الصيني إلى أفغانستان على أعتاب تنفيذ أهم مشاريع الصين التجارية وهي “طريق واحد وحلقة واحد”، و”الدهليز الاقتصادي الصيني الباكستاني”.
زيارة الرئيس التنفيذي إلى الصين
زار عبدالله عبدالله الصين بدعوة رسمية للمرة الثانية. تزامنت زيارته مع زيارة راحيل شريف قائد أركان الجيش الباكستاني والذي تحدث مع المسؤولين الصينيين حول المنطقة الاقتصادية بين الصين وباكستان.
كما وطالب الرئيس التنفيذي الأفغاني خلال هذه الزيارة استئناف عملية السلام ووضع الصين ضغوطا أكثر على باكستان، وبهذا الشأن صرّح: “نتوقع استغلال أي نفوذ أو تأُثير لتوفير أرضية للسلام في أفغانستان”.
وفي هذه الزيارة أوضح الجانب الأفغاني خطتها وأعلن تأييده لموقف الصين بشأن البحر الجنوبي، وجرت محاولات لتحسين المجال الزراعي والتحاري والنقلي وذلك بتوقيع ست اتفاقيات.
بناء على هذه الاتفاقيات تبني الصين مبنى لجامعة كابول، وسوف تبدأ تجارة الزعفران إلى الصين، وسوف تدعم أفغانستان بـ 500 مليون يوان فنيا، و50 مليون يوان إنسانيا، إزاء أن تصبح أفغانستان جزءا من مشروع صيني يُعرف بـ”طريق واحد وحلقة واحدة”.
طريق الحرير الجديد
عندما انتقلت السلطة في الصين من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس، أصبح شي جين بينك رئيسا للصين. وقته كان الاقتصاد الصيني يواجه تهديدات بالبطء، لذلك بدأ الرئيس الجديد عهده مع مقترحات اقتصادية طموحة، ورفع خطوات من أجل تنفيذه. ومن هذه المقتراح إحياء طريق الحرير.
من المقرر أن يمر هذا الطريق عبر مكانين، بري وبحري.
يبدأ الطريق البري من الصين، يمر من آسيا الوسطى وإيران ليصل إلى أوروبا مرورا بشرق الأوسط. حاولت أفغانستان منذ الوهلة الأولى المشاركة في هذ المقترح، والآن تم توقيع اتفاقية حول المشاركة.
سوف تكون لهذه الاتفاقيات ولمشاركة أفغانستان في طريق الحرير نتائج إيجابية كثيرة على أفغانستان. لأن أفغانستان سوف تصبح ميدانا للنقل والتجارة الإقليمية. يتم استثمار في البنية التحتية (الطرقات وسكك الحديد)، مما يعود بمنفعة اقتصادية كبيرة لأفغانستان.
النهاية