أكّد د.عبدالباقي أمين رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية في مؤتمر بعنوان “مقومات الوحدة الإسلامية ودورها في السلام”، على أهمية تفاهم أفغاني ذات البين لنجاح محاولات السلام، واقترح تأسيس حركة وطنية مؤثرة من أجل ذلك.
تم عقد هذا المؤتمر في مركز الثقافة والعقيدة لأكاديمية العلوم الأفغانية، في 13 من شهر عقرب لعام 1394 الهجري الشمسي، شارك فيه عدد من الشخصيات العلمية الأفغانية.
وبعث أشرف غني الرئيس الأفغاني رسالة إلى المؤتمر، سردها عبدالمعبود ضريري رئيس مركز الثقافة والعقيدة لأكاديمية العلوم، جاء فيها أن الإسلام يحمل رسالة السلام للبشرية وينبغي تفسيرها بشكل واسع.
وفي كلمة له أشار د.عبدالباقي أمين إلى التحديات والفرص الموجودة أمام السلام، وقال: “إن تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان عرقلة كبيرة أمام السلام، وهو ما يوفّر المقاومة بالدافع”.
وقال السيد أمين إن محاولات السلام تُعتبر محصورة في إطار “المجلس الأفغاني الأعلى للسلام”، وتعتبر “منظمة التعاون الإسلامي”، هذا المجلسَ العنوان الوحيد لمحاولات السلام، وهو أمر لا يجدي أي نفع لعملية السلام.
كما وأكّد السيد أمين على ضرورة تعريف السلام بشكل صحيح واضح، قائلا: “منذ البداية لم يكن هناك أي تعريف واضح بشأن السلام، وإنما وضع الأسلحة من قبل المخالفين المسلحين، واعترافهم بالدستور الأفغاني، واحترامهم لحقوق المرأة، أمور حُصر السلام فيها، والحال أن السلام يعني تنازلا من الطرفين وإصغاء كل طرف لشروط الطرف الآخر”.
قال السيد أمين: “لا يريد الغربيون أي سلام أو استقرار في العالم الإسلامي، هناك محاولات دولية تجري من أجل إحداث الاضطرابات الواسعة، ويتم تشكيل حكومات ظالمة كما حدث في مصر، وسوريا واليمن. وتتم إدارة الحروب، وقد جُعل من أفغانستان ميدانا للمنافسات. ومن جهة أخرى تريد حلقات تهريب المخدرات والحلقات الاستخبارية استمرار الحرب في أفغانستان”.
كما وأكّد أن مفتاح السلام ليس بيد الأجانب، وقال: “يمكن إحلال السلام عبر تفاهم أفغاني ذات البين، هناك ضرورة لإحداث جهة محايدة للوساطة كي يتم عبرها تشخيص التحديات والفرص ووضع إطار عمل واضح لحل شامل”. واقترح تأسيس “حركة وطنية” مؤثرة لنجاح عملية السلام، وذلك ليحل بالبلد سلام دائم شامل.
وعلى حد تعبيره كان انسحاب القوات الأجنبية، وفقدان الشعب الدافع القتالي، وظهور حركات وتحديات جديدة تهدد حركة طالبان والحكومة الأفغانية معا، والزعامة الجديدة في حركة طالبان كلها فرص لإحلال السلام.
وقد ألقى في المؤتمر د.فضل الهادي وزين عضو في المجلس العلمي لمركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية كلمة قال فيها: “إن السلام ضرورة ماسة لكل البشر وخاصة الأفغان، والأفغان كونهم مسلمين عليهم أن يتمسكوا بالقرآن وأن يعملوا به، وهناك ضرورة لإحداث محور وطني شامل لإحداث السلام، وينبغي تأسيس مركز خاص بدراسات السلام”.
وفي هذا المؤتمر قام كل من محمد أسلم أفضلي مساعد أكاديمية العلوم، وبعض أعضاء الأكاديمية، وأمين الدين مظفري، أمين في المجلس الأفغاني الأعلى للسلام، ود. عبدالله خاموش هروي، وعبدالصبور حقّاني رئيس المجمع العلمي لعلماء أفغانستان، بإلقاء الكلمات وسرد مقالات دراسية، وجرت أخيرا مناقشة بعض الأمور بين المشاركين.
النهاية
تقرير: عبدالله جاويد