دراسة الأوضاع وتحليلها المحايد والشامل، ضرورة أساسية لأي مجتمع. لكن ولسوء الحظ، فإن البحث العلمي لا يلقى الاهتمام المناسب في أفغانستان و من هنا فإنه ما زال يعاني من الضعف. و قد يكون السبب وراء ذلك عدم إدراك أهميته كما يجب. و من الواضح أن أفغانستان ـ مثل سائر الدول ـ تحتاج إلى تفعيل هذا المجال و إجراء بحوث ودراسات مستمرة للوصول إلى التقدم في مختلف المجالات، و لمعالجة المشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد، وخاصة هناك حاجة ملحة لتنوير أذهان العامة حول واقع المجتمع الحالي فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.
لذلك، إنه من دواعي الفخر لمركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية بأن يضع على سلم أولوياته و أهدافه الأساسية الحفاظ على مصالح البلد الوطنية والدينية، وتوفير المجال لتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر حول القضايا الخلافية، وبث الوعي حول القضايا الاجتماعية والسياسية في المجتمع. يفتخر المركز بأنه خطا خطوات ثابتة لتحقيق الأهداف المذكورة من خلال عمل متواصل على مدار العقد الماضي، كما أنه ـ بعون الله ـ ما زال يواصل مسيرته هذه من خلال القيام بالأنشطة البحثية غير المنحازة والعلمية بمساعدة فريق متخصص ومتفرغ.
وبالنظر إلى الوضع الراهن في البلاد، يتمحور عمل المركز البحثي ـ إلى جانب الأهداف الأخرى ـ حول لعب دور إيجابي في دعم عملية إنهاء الحرب الدائرة في البلد، وإحلال السلام، ودعم عملية ترشيد الحكم في البلاد.
نأمل أن تحل المشاكل الموجودة في مجال البحث العلمي و أن ترفع العراقيل الموجودة أمامه، و أن يلقى المزيد من الاهتمام على المستويين الخاص والعام، متمنيا السلام الدائم والازدهار للبلاد.
د. مصباح الله عبدالباقي
مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية