فيما مضى من عقد صُرف أكثر من أربعة مليار دولار في مجال الكهرباء في أفغانستان[1]، ولكن البلد لا يزال يواجه نقصا صريحا في الكهرباء، ولم تُتخذ خطوات أساسية لرفع هذه المشكلة. ومن هنا وعلى إثر سقوط أعمدة الكهرباء في “سالنك”، أصبحت كابول العاصمة مظلمة لأسابيع عدة.
هذا وتمتلك أفغانستان في مناطق كثيرة منها قدرات كبيرة لبناء السدود وتوليد الكهرباء، ولكن المياه الأفغانية تصب في أنهار الدول الجارة، ولا يتم استغلالها لا للكهرباء ولا للزراعة.
مياه أفغانستان
تتركز مياه أفغانستان في الأنهار الآتية:
- نهر آمو،
- نهر سيند،
- نهر كابول،
- هريرود-مرغاب،
- ومنطقة شمال.
أفغانستان بلد جبلي ومحاط بالبر، ولديها حدود مائية مع خمسة من جيرانها الست. مع طاجكستان على نهر آمو والذي يذهب إلى أزبكستان وتركمنستان. ومع أزبكستان وإيران على نهر هريرود-مرغاب، ومع إيران على نهر هلمند، ومع باكستان على نهر وسيند.
يمكن لكم أن تلاحظوا مناطق أفغانستان المائية في الخريطة الآتية:
الخارجية الجديدة والخلاف على المياه
إن المياه في مجال السياسة الخارجية، سبب في التعاون بين الدول كما هي سبب في وقوع الخلافات والعداوات. ومن هنا يُعتبر الأمن المائي على المستوى العالمي ذا أهمية كبيرة إلى جانب الأمن الغذائي.
أفغانستان بلد بين آسيا الجنوبية وآسيا الوسطى، وفي المستقبل هناك إمكانيات كبيرة للتشاجر على المياه في أفغانستان. فهناك إمكانية واسعة للتشاجر على المياه بين دول آسيا الوسطى، كما بين أفغانستان وآسيا الوسطى، وخاصة مع طاجكستان، وأزبكستان، وتركمنستان، وإيران وباكستان، وأيضا بين الهند وباكستان.
اتفاقيات مع الدول الجارة حول المياه
حتى الآن وقعت أفغانستان اتفاقية واحدة مع الدول الجارة على المياه، وهي الاتفاقية مع إيران على نهر سيند، وتم توقيعها من قبل موسى شفيق رئيس وزراء أفغانستان مع الملك الإيراني البهلوي.
بما أن أفغانستان لم توقع بعد اتفاقية على المياه مع الدول الجارة غير إيران، فإنه من الممكن أن تواجه مشاكل وتحديات كبيرة من قبل الجيران، لأن أفغانستان لو أرادت بناء السدود على تلك الأنهار فستواجه ردود فعل واسعة من قبل الدول الجارة. وفيما وقعت أفغانستان اتفاقيات مع الدول الجارة بشأن المياه، فإن المياه لا تسبب أزمة فحسب بل توفر أرضية للتعاون.
سدود المياه… مصلحة وضرورة
يقال إن أفغانستان تمتلك القدرة لتوليد 22 ألف ميكاوات من الكهرباء، ويمكن فقط أن تولد 1000 ميكاوات من الكهرباء في نهر كونر. إن توليد الكهرباء من جهة يخلص البلد من استيراد الكهرباء ويمكنه من إصدار الكهرباء إلى الدول الجارة مثل باكستان التي تواجه نقصا في الكهرباء. وهو أمر يوفر لأفغانستان أرضية واسعة للرقي الاقتصادي.
وأيضا يكون من شأن بناء السدود وصول المياه إلى الأراضي الواسعة التي بقيت حتى الآن جافة، وهو أمر يسبب ارتفاعا في مستوى المحاصيل الزراعية، ويؤثر على الأوضاع الاقتصادية للبلد، لأن نصف البلد يقف على الزراعة.
وتسد هذه السدود في مناطق كثيرة الطريق على الفيضانات، وتمنع الخسائر الروحية والمالية.
إمكانيات الكهرباء في أفغانستان
إمكانيات الكهرباء في أفغانستان واسعة جدا، ويمكن للبلد أن تولد ما يقارب 22 كيكاوات من الكهرباء. ونضرب لذلك مثلا من مياه منطقة كابول-سيند.
ويظهر الإحصاء بأن السدود الآتية في نهر كابول-سيند تولد من الكهرباء ما يأتي:
مهلة البناء | ميزانية (مليون دولار) | إمكانية (ميكاوات) | اسم السد |
من 6 إلى 8 سنوات | ۸۰۰ | ۲۲۵ | سد كهرباء باغداري |
– | ۵۰۰ | ۱۲۰ | سد كهرباء كلبهار |
5 سنوات | ۴۲۰ | – | سد كهرباء سروبي الثاني |
من 8 إلى 10 سنوات | ۲۲۰۰
|
۷۹۷
۳۰۰ |
سدا كهرباء كونر:سد شال
سد ساكي |
– | – | ۴۵ | سد كامي |
– | – | ۴۰ | سد كامبيري |
لمزيد من التفاصيل راجع: موقع الـ”بي بي سي”، باللغة البشتوية ومقال المهندس محسن أمين[2]
وضع الكهرباء الحالي
إن وضع الكهرباء حاليا في أفغانستان مثير للحيرة، لأنه وعلى حد قول وزارة المياه والكهرباء، تحتاج أفغانستان كل عام 3000 ميكاوات من الكهرباء، ويتم توليد 6% منها في البلد، وتستورد البقية من الدول الجارة وخاصة طاجكستان، وتركمنستان، وأزبكستان، وإيران. وتستورد أفغانستان أكثر احتياج الكهرباء من أزبكستان، (55% من ضرورتها)، ومن إيران 22%، ومن طاجكستان 7% ومن تركمنستان 16%[3].
بما أن أفغانستان تستورد قدرا كبيرا من الكهرباء من الدول الجارة، فإن ذلك يؤثر سلبا على التجارة الأفغانية العامة. وحتى الآن تصرف أفغانستان ميزانية كبيرة على استيراد الكهرباء.
ويعيش في كابول العاصمة، أكثر من ستة ملايين نسمة، ويشكل ذلك 20% من مجموع سكان البلد. وإضافة إلى ذلك تتمركز في العاصمة كثير من الشركات والمصانع.
وقُدرت ضرورة العاصمة إلى الكهرباء ب 530 ميكاوات، والتي يتم استيراد 260 ميكاوات منها من خارج البلد، ويمكن للكهرباء الذي يتم استيراده من أزبكستان ويقطع مسيره عبر ممر “سالنك”، في فصل الشتاء، أن تضربه الأحداث الطبيعية وتقطعه.
مقترحات
- ينبغي توقيع اتفاقيات على تقاسم المياه مع الدول الجارة وخاصة باكستان، لأن الصين أظهرت جاهزية لبناء السد على نهر كونر، ومن هنا ستظهر أزمة مائية.
- إن المياه مصدر التعاون بين الدول كما هي سبب للخلافات، ومن الضروري المحاولة على أن تصبح المياه سبب تعاون مشترك.
- ينبغي أن يحدد مستوى ما يصب من المياه الأفغانية في أنهار الدول الجارة، وأن تتبادل أرقامها بطريقة منظمة.
- وفي اتفاقيات تقاسم المياه ينبغي أن تحصل أفغانستان على ثمن محدد إزاء ما يفوق حق الدول الجارة من المياه.
- ينبغي أن يكون هناك تعاون مشترك بين أفغانستان والدول الجارة في مجال تبادل المعلومات المائية، والمراقبة على جريان المياه، ووضع الخطط في هذا المجال.
- من الضروري جعل إدارة المياه الأفغانية ذات تأثير، كي لا تبقى الأراضي الصالحة للزرع جافة، بل تصبح الجافة منها صالحة للزرع.
- على الحكومة أن تمنح اهتماما كبيرا لبناء السدود ومصانع الكهرباء في مناطق كثيرة من البلد، وذلك من أجل إزالة أزمة الكهرباء الحالية، وإحداث رقي في اقتصاد البلد.
- على الحكومة أن ترغب القطاع الخاص للاستثمار في مجال الكهرباء.
النهاية
[1] See online:
[2] see online:
http://www.bbc.co.uk/pashto/interactivity/2015/01/150123_afghanistan-water-elec
[3] راجع موقع مركز معلومات الكهرباء في أفغانستان: